●نحن وعــام مضى *

أيام إنصرمت ..وأعمارنا للأجل إقتربت

فهاهو عام يغدو وعام يأتي ..وعام يلوح بالرحيل

فسنابل الأرض قد كبرت فبدت حبوبا ..بعد مرور الحول ..

ونحن وهي متشابهون ..فقد أصبح الرضيع يحبو ..

والشيخ قد زادت تجاعيد كفيه ..فالكل قد تغير ..

فلماذا لانغير أنفسنا ..قربا أكثر ..طاعة أكثر

..فكل يوم تغرب فيه الشمس ..قد قضى

على يوم من عمرك..فكيف بعام ينقضي ..

تخلصي مع بدايته من دوامة الدنيا الفانية

وهاهو العام الجديد .. بدأت فصوله ... وتجددت أيامه ..

وأكرمنا الله بأن نكون من أهله .. فما نحن فاعلون ..؟؟

قال أحدهم .. ما حزني إلا على يوم زاد فيه عمري ..

ولم يزدد فيه عملي ..

حين أدركوا نعمة الأيام .. وأنها هبة من رب الأنام ..

حرصوا على تعميرها بطيب الأعمال .. وزرع الأثر الجميل

والخير الكثير .. فهو فرصة للتزود ليوم الرحيل ..




أخي .. يا من أكرمك الله بأن أمد بعمرك لتحيا مزيدا ..


وأبقاك حيا .. لتشهد عاما جديدا .. ما أنت صانع ..

بنعمة .. حرم منها عباد تحت الثرى ... يتمنون

ما أنت به ليتقوا لظا وسعيرا ...




أخي .. يا من أصلح الله أمرك ... وأرشدك للخير وهداك ..

لا تقل قد تزودت ... فالعاقل لا يرضى حتى آخر نفس .

والخيل تبدي أفضل ما عندها عند اقتراب النهاية ..

هذه لك فرصة .. لترتقي في درجات الجنة ... تزود من صلاة وصيام ..

تزود من ذكر وقرآن .. تزود من صدقة وإطعام طعام ..

حجة وعمرة .. حسن خلق وعطف على مساكين الأمة ..

اسع في نشر الدعوة .. وحث السير للقاء ذي المنة ..



أخي يا من فرطت في سالف عمرك .. هذه رحمة من ربك ..*

أن أمهلك ولم يعاقبك .. أن أعطاك عمرا وفرصا رغم تقصيرك ..

بدلها ... ونفسك من النار أعتقها ... باب التوبة مفتوح ..

والعمل الصالح ممنوح .. والرب كريم فبادر .. واجتهد ..

فالعمر قد أزف .. والمغفرة تمحو ما سلف .. هيا بتوبة قلب ..





لكل من شهد العام .. وأدرك ذنبه وقصور عمل الأعوام ..

هيا لتشكر ربك بالعمل الصالح .. إن ربك غفور .. ولعباده شكور ..

إخوتي رددوا .. رب اغفر لي ...

رباه إني تبت فتب علي إن عدت فعد علي ..

إني أريد رضاك .. فمن به علي ..

انتشر بين أوساط الكفار مايُسمى بعيد رأس السنة يقيمونه كُل عام

ويصاحب عيدهم عدة مظاهر منها ..


تزيين البيوت وإيقاد الشموع والذهاب للكنيسة وتزيينها

وصناعة الحلوى الخاصة والأغاني المخصصة للعيد بترانيم محددة

والأكاليل المضاءة وغير ذلك من الطقوس

التي تُقام في هذا العيد ..

أما نحن المسلمين فلقد أغنانا الله بعيدي الفطر والأضحى

وهي أعياد نتقرب بها إلى الله بعيداً عن الشرك والضلال

وقد نبه العلماء بتحريم عيد رأس السنة ..

ومن البدع أيضاً:

قال الشيخ ابن باز: [فالتهنئة بالعام الجديد لا نعلم لها أصلاً

عن السلف الصالح، ولا أعلم شيئاً من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها].


*العبارات المتداولة كقولهم :

اختمْ عامَك بصيامِ يومٍ أو بقيام ليلةٍ أو بصلاةٍ أو صدقة أو...،

وبعضُ الكتبِ تروي حديثاً مكذوباً على المصطفى

«من صام آخرَ يومٍ من ذي الحجة وأولَ يومٍ من المحرم

فقد ختم السنةَ الماضية بصومٍ وافتتح السنةَ المستقبلةَ بصوم،

فقد جعل الله له كفارةَ خمسينَ سنة»*في سنده رجلان كذابان،


قولِهم: ”ستطوى صحيفةُ هذا العام، ولن تُفتح إلا يومَ القيامة،

فاخْتِمْ عامَك بالتوبة والاستغفار والصيام، وتحلَّلْ من الآخرين ...

إلخ هذه الرسائل التي فيها:*الطلبُ من الناسِ بالدعاءِ والاستغفارِ والتوبةِ

إلى الله*.. فهي أعمال ترافق العبد حتى يموت

فغير مرتبطة بنهاية العام

*كما أن صحائفَ الأعمال إنما تطوى عند الموت،

وليس عند نهاية السنة

وفقنا الله للتمسك بهديه والبعد عن كل مايغضبه ويخالف نهج شريعته

ماخطتي؟


ان يطوى العام معناه أن تدور عجلة أفكارنا

لتحصد ما جنيناه وما نحن فاعلون


فنبدأ بشكل جدي في رسم الخطط الناصعه

والتي تزيد من رصيد الإيجابية فينا


والخطط متشعبة لا حصر لها في عين الصاعد فينا

من الناس من يخطط لشراء بيت

ومنهم من يصقل افكاره لإكمال التعليم

وبعض المثبطين لأنفسهم يكتفون بالأحلام دون المساس بها ..

والمخطط الناجح في نظري من يمد جسر بينه وبين الجنة .. جسر من طوب العمل الصالح .. بناؤه القران

وسقفه الإستغفار لا باب له ولا اقفال إنما مفتوح مكلل بالأعمال التي تقوده للجنان


ماخطتي .. ما خطتك!

سؤال لو تجاوزنا استفهامه دون تحقيق فالخسران اكيد ..

هل خططت في عامك وفشلت؟

لا بأس فأوراق التقويم إن تساقطت فهي تتجدد

فلا تيأسن وعلق آمالك بمن يقول كن فيكون

ابراهيم رفع البيت الحرام وهو يردد وتقبل منا
هل خيب الله خطته ..؟
هل بقي البيت الحرام بلا سقف ولا بناء ..؟

ارفعوا جميع مخططاتكم على سقف الثقة

واسعوا نحـو طريق يليق بكم فأنتم تستحقون الأفضل على الإطلاق


لتكن افكاركم موازيه للدنيا والآخرة معا

تقربكم من سماء البخت والجنة


امنحوا هذا العام فوق ما تتوقعون لا بالتمني

إنما بالهروله نحو ما تحبون ..

اسعوا نحـو مصافحه يد الصعود فالمخطط العاقل

من يبتسم نهاية كل عام ♥

كم من الأعوام مضت وأنا على حالي ذنوب فـ ذنوب

كُنت أتمايل بغنج وضحكاتي تتعالى والطرب يُحيط بي ..

كُنت أسخر من فتيات الدين كُنت أراهن فتيات مُغلقات

ذات فكر مُتحجر لم يجربن

لذه الدُنيا كما كُنتُ أزعم .. كل ما لديهن هو كلمة حلال وحرام !

ما أشدها من عثره حين تكون مُتعلقة بديني

ما أشدها من حسرة حين أصلي وقلبي مع غيره وهو الملك المُتعال

دموع الندم تُبلل وجنتاي ورجاي أرسلهُ لسماء لإني أعلم أنك الرحيم الغفـور

سيكون عامي مُختلف لإني سـأكون بقربك يالله()

2
منذُ أن عرفت نفسي وأن أنوي التغير للأفضل فلقد سئمت حالي !

علاقتي مع أمي وأبي متدهورة دقائقي معهم ثقيلة جداً

ومع رفيقاتي أجد الوقت يمضي دون أن أشعر ............!

وحين أتعثر يختفون ويبقى معي أمي وَ أبي فقط

كم مره تعالى صوتي على صوت أمي

كم مره كُنت سبباً في إنزال دمعتها ..

كم مره كسرت قلب أبي بجحودي وسوء شُكري !

أشعر بالندم يالله اغفر لي هـ ـأنا أبكي بكاء النادمين

هـ أنـا انطرح بين أقدام والداي إحتراماً طالبةُ لعفوهما

سأتجاوز عقوقي وامضي ببري * فأغفرلي


3
أعوام مضت والحقد مازال يملأ قلبي ما بال السواد يكسوني

والحسد يسري في أعماقي

كم من أرواحٍ خطفها الموت

كم بادرت رفيقتي كم بذلت لـتصفية العلاقات لكني أرفض وأتجبر

وتناسيت أن الله الغفور تناسيت أن الدُنيا فناء

تناسيت أن الرفيق الصالح أنيس في الدُنيا والآخرة

تناسيت أن الخطأ حال البشــر

تناسيت ذنوبي

أعلنها يالله لأجل وجهك راجيةً لمغفرتك عفوك يالله

فأعفو عني وارحمني ...


4..
مرت الأعوام ومازالت وحالتي في تخبط مع زوجي

لا أعلم بأحواله فقط أكتفي بإلقاء الآوامر

والتَعالي ...........!

لا أجيد سوى التنقل بين قاعات القصــور ..

وأكل لحم تلك والتفاخر بما لدي

بخلتُ بالمال لم أعطي فقير لم أمسح دمع يتيم

كُنت حمقاء .. أسير خلف الهوى واللذة الزائلة

كُنت أسابق رفيقات السوء في المُنكرات

وهأنـا اليوم أعلنها توبة .. فـ الأعوام تمضي والموت يأتي بُغتة



صحائف الأعمال

ترصد .. والملك يكتب .. هنا ذنب هنا طاعة ..

هنا وصل للرحم .. وهناك للقربات إنابة ..

صحائف دونت الصغير والكبير .. العظيم والهزيل ..

وكل ما حسبناه هين وكان عند الله عظيم ..

ودقت الساعة .. لتعلن ميلاد عام جديد ..

ولكن لن يمر كسالف الأعوام .. ولن أجعل الملائكة تدون

كما سلف من الأزمان..

لا بد من وقفة .. لا بد من توبة لا بد من استدراك

يغفر به الله ما مضى .. لأولد من جديد ..

وكأنني الآن بلغت الحلم ..

أخي .. أختي .. هيا لنستدرك .. ولأخطائنا ندرك ..

ونرتل قول الحق ..

"*إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ

فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (11)"النحل

وقفة على رأس عام ..

ونمحص به الأجور والآثام..

إن عققت والداي .. وأسأت الأدب والاحترام ..

نهرت وب أف نطقت ... سأقف وأستدرك .

ببر ووئام .. وعطف لهما وحنان .. ولهما أطيب الكلام ..

قرآني ... كم هجرتك أعوام .. وتراكم عليك الغبار ..

فما قلبت صفحاتك .. ولا رتلت آياتك .. قد آن لك الوصال ..

ومرافقتك قولا وعملا .. وبسماعك أرطب الآذان ..


صلاتي .. وآه من جفاف بالبعد ذقته .. وضنك كم ليلة

قد عشته .. وغربة روح ووحشة ونصب رافقته ..

أقبل إليك ربي بسجدة ترجو العود لصراطك فخذ بيدي

وقل يا عبد غفرت ما كان منك ..

وكل تفاصيل حياة من ربي تدنيني .. لك أقدم عذري ..

وعلى تقصيري بل جفائي أكرر توبتي .. وأعقد الإستغفار

مئة ومائتين بل ألفا .. طمعا بمغفرة ذنوبي ..

رباه ... إني نحو بابك قصدت دربي .. ويممت نحو رضواك

وجهتي .. وطلقت دنياي ثلاثا واشتريت آخرتي ..

أتراك تقبلني ؟؟

وعلى رأس كل عام ارض عني..

رأيتُ العمر يمضي كلمح البصر مع إنصرام الأعوام

فكم من مريض شفي من سقمه وكم من صحيح رقدته أسقام

وكم غني أمسى فقيرا ..وكم من فقير أضحى عزيز مقام

هي أيام دول وتتقلب ..وتنقضي ويقل بها عمر الأجسام

لايرحل عامكم إلا بمحاسبة ..تشرق بها بداية صفحة عام


..لانعلم سنحيا..لعام آخر ..

فلنستبق بالخطى والعمل الصالح

فهو خير حي يبقى لنا ..

قال ابن مسعود( ما ندمت على شيء كندمي على يوم

غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي))




شاركونــاالنقاش ونسعد بتواجدكم

نحــن وعام مضــى . . . ♥