ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 73 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: ان الدين عند الله الاسلام ... ( 12 ) ... المانوية .. والمزدكية السبت 29 يونيو - 0:05:41 | |
|
12- المانوية والمزدكية
تعريف المانوية :
أو المنانية كما ذكر ابن النديم في الفهرست
من الديانات الثنوية أي تقوم على معتقد أن العالم مركب من أصلين قديمين
أحدهما النور والآخر الظلمة،
وكان النور هو العنصر الهام للمخلوق الأسمى وقد نصب الإله عرشه في مملكة النور،
ولكن لأنه كان نقيا غير أهل للصراع مع الشر
فقد استدعى "أم الحياة"
التي استدعت بدورها "الإنسان القديم"
وهذا الثالوث هو تمثيل "للأب والأم والابن"،
ثم إن هذا الإنسان والذي سمي أيضا "الابن الحنون"
اعتبر مخلصا لأنه انتصر على قوى الظلام بجلده وجرأته،
ومع ذلك استلزم وجوده وجود سمة أخرى له وهي سمة المعاناة،
لأن مخلص الإنسان الأول لم يحقق انتصاره إلا بعد هزيمة ظاهرية.
و يعد موضوع آلام الإنسان الأول وتخليصه الموضوع الرئيسي في المثيولوجيا المانوية،
فالإنسان الأول هو المخلص وهو نفسه بحاجة للافتداء.
والملاحظ من ذلك شبه المانوية للغنوصية (العرفانية)،
والغنطوسية هي مصطلح عام يطلق على سلسلة عريضة من نظم التأملات الدينية
التي تتماثل في نظرتها إلى أصل الإنسان.
وهي تعد هرطقة من الهرطقات المسيحية وهي سابقة على المسيحية.
وجميع الديانات الغنوصية تعتمد عقيدة الخلاص (الفداء)
وأداة الخلاص هي (غنوص Gnose) التي تعني المعرفة أو (العرفان)
وهذه المعرفة تهتم بفهم الأشياء المقدسة وكيفية الخلاص،
والغنطسة لا تتحصل عن طريق العقل وإنما من خلال نوع من الإلهام الداخلي.
مؤسس المانوية :
ديانة تنسب إلى ماني بن فتك المولود في عام 216 م في بابل.
وقيل أو أدعى أن الوحي أتاه وهو في الثانية عشر من عمره.
حاول ماني إقامة صلة بين ديانته والديانة المسيحية وكذلك البوذية والزرادشتية،
ولذلك فهو يعتبر كلاً من بوذا وزرادشت ويسوع أسلافاً له،
وقد كتب ماني عدة كتب من بينها إنجيله الذي أراده أن يكون نظيرا لإنجيل عيسى.
أتباع المانوية هم من تعارف عليهم أولا بإطلاق لقب الزنادقة.
أفكارها وعقائدها:
كما ذكرت هى ديانة ثنوية وتقوم على فكرة الخلاص
وهو تحرير الروح من سجنها الجسدي فبذلك يمكنها أن تصعد لله،
هذا وقد سبب لها تعايشها الطويل مع الجسد نسيان أصلها السامي أي سبب لها الجهل،
والخلاص من الجهل هو المعرفة،
ولذلك هو بحاجة للمخلص والذي سمى "ابن الله" أو "يسوع".
والجسد ورغباته شر لأنهما يمنعان الروح من الخلاص ولذلك تشجع المانوية على الزهد والرهبنة.
تحرم المانوية كل ما من شأنه تشجيع شهوات الجسد الحسية،
وبما أن اللحم ينشأ من الشيطان فلذلك كان محرما،
فالمانوية أعدوا ليعيشوا على الفواكه وخاصة البطيخ،
كما أن الزيت مستحسن. أما الشراب فقد كان عصير الفواكه هو الاختيار الأول
وفرض اجتناب تناول كمية كبيرة من الماء لأنه مادة جسدية،
كما حرم عليهم قتل الحيوانات والنباتات و
من يفعل ذلك فإنه سيعاقب بولادته من جديد الشيء الذي قتله،
فرض عليهم التخلي عن الزواج والمعاشرة الجنسية التي تعتبر شيئا شريرا
كما عد الإنجاب أسوأ منها بكثير.
وحدهم «المجتبون» هم الذين تمكنوا من تنفيذ هذه الوصايا،
أما «السماعون» فقد أوكل إليهم القيام بالأعمال المحظورة على المجتبين وتزويدهم بالطعام،
ويترافق تناول تلك الأطعمة بإعلان براءة المجتبين من ذلك الفعل.
مثال على قول أحدهم عند أكله للخبز:
«لم أحصدك ولم أطحنك ولم أعجنك ولم أضعك في الفرن
بل فعل ذلك شخص آخر وأحضرك إلي فأنا أتناول دونما إثم.»
كما أن ممارسة الاعتراف والتوبة قانون هام.
ذكر أيضا وجود التعميد المانوي والعشاء الرباني أو «الوليمة المقدسة»
والتي كانت في نهاية الشهر الثاني عشر أو نهاية شهر الصوم المانوي
وكان محور هذا العيد هو تذكر وفاة ماني وهذه المعتقدات تشبه مثيلاتها عند المسيحية.
وصف المانويين بالزندقة وكلمة "زنديق" هي كلمة فارسية دخيلة مشتقة من "زنديك" وتعني أتباع "زند"،
وتشير إلى النوع الخاص من التقاليد المكتوبة الثابتة التي تنتمي إلى الشكل المجوسي من شيز،
وإنما وصف المانوية بهذا الاسم كدلالة على أنهم أتباع تقاليد هرطقية
-إذ أن كلمة زنديق قد حازت على هذه الدلالة في العصور الساسانية-
ولأنهم ربطوا مع ديانة المجوس.
تقهقرت واندثرت الديانة المانوية،
في الغرب فبسبب عجز المانوية في مناقشاتها مع علماء اللاهوت المتدربين فلسفيا على عكس المانويين،
وفي الشرق الأوسط فبانتشار الإسلام
وفي الشرق الأقصى فبمعارضة البوذيين والكنفوشيين والمغول لها.
&*&*&*&*&*&*&*&*&*
المزدكية
تعريفها :
ديانة فارسية قديمة
تقول هذه الديانة بمبدأين :
الخير والشر ،
و النور والظلام .
كما اقرت هذه الديانة النظام الاشتراكي في الأموال والنساء ،
بمعنى ان يتشارك الناس في أموال بعضهم البعض وكذلك في نسائهم!!1
مؤسس الديانة المزدكية :
المزدكية منسوبة لمزدك بن نامذان المولود عام 487م بـ (نيابور)
ظهر في أيام قباذ والد أنوشروان ،
ودعا قباذ إلى مذهبه فأجابه ،
واطلع أنوشروان على خزيه وافترائه فطلبه فوجده فقتله .
أفكارها وعقائدها:
حكى الوراق أن قول المزدكية كقول كثير من المانوية في الكونين والأصلين،
إلا أن مزدك كان يقول :
إن النور يفعل بالقصد والاختيار،
والظلمة تفعل على الخبط والاتفاق،
والنور عالم حساس والظلام جاهل أعمى .
وأن المزاج كان على الاتفاق والخبط لا بالقصد والاختيار ،
وكذلك الخلاص إنما يقع بالاتفاق دون الاختيار.
وكان مزدك ينهى الناس عن المخالفة والمباغضة والقتال ،
ولما كان أكثر ذلك إنما يقع بسبب النساء والأموال ،
أحلَّ النساء وأباح الأموال ،
وجعل الناس شركة فيهما،
كاشتراكهم في الماء والنار والكلأ .
فدعا إلى شيوعية النساء والأموال.
وحكي عنه أنه أمر بقتل الأنفس ؛ ليخلصها من الشر ومزاج الظلمة .
ومذهبه في الأصول والأركان أنها ثلاثة :
الماء والأرض والنار .
ولما اختلطت حدث عنها مدبر الخير ومدبر الشر،
فما كان من صفوها فهو مدبر الخير، وما كان من كدرها فهو مدبر الشر .
وروي عنه أن معبوده قاعد على كرسيه في العالم الأعلى على هيئة قعود وبين يديه أربع قوى :
قوة التمييز
والفهم
والحفظ
والسرور
كما بين يدي خسرو وهوقاعد في العالم الأسفل أربعة أشخاص :
موبذ موبذان
والهربد الأكبر
والأصبهيد
والرامشكر ،
وتلك الأربع يدبرون أمر العالم بسبعة من ورائهم :
سالار
وبيشكار
وبالون
وبراون
وكازران
ودستور
وكوذك .
وهذه السبعة تدور في اثني عشر روحانيين :
خواننده
ودهنده
وستاننده
وبرنده خورننده
ودونده
وخيزنده
وكشنده
وزننده
وكننده
وأبنده
وشونده
وباينده.
وكل إنسان اجتمعت له هذه القوى الأربع والسبع والاثنا عشر
صار ربانيا في العالم السفلي ،
وارتفع عنه التكليف .
قال :
وإن خسرو العالم الأعلى إنما يدبر بالحروف التي مجموعها الاسم الأعظم،
ومن تصور من تلك الحروف شيئا انفتح له السر الأكبر،
ومن حرم ذلك بقي في عمى الجهل والنسيان والبلادة والغم في مقابلة القوى الأربع الروحانية .
وهم فرق :
الكوذية,
وأبو مسلمية,
والماهانية,
والإسبيدخامكية,
والكوذية,
بنواحي الأهواز وفارس وشهرزور،
والأخر بنواحي سغد سمرقند والشاش وإيلاق.
وكانت دعوته دعوة إباحية هادمة للقيم وتحريضية فوضوية تقوم على الغريزة
ولا تأبه بالعلاقات الأسرية والمعايير الأخلاقية وخارجة عن كل العقائد والأديان،
بل هي أصل الشيوعية وأصل نظرية كارل ماركس،
وقد أعلنت هذه الدعوة أن الناس ولدوا سواء،
فينبغي أن يعيشوا سواء لا فرق بينهم وأن أهم ما تجب فيه المساواة
والاشتراك عند أصحاب هذه الدعوة هما المال والنساء.
وقد حظيت هذه الدعوة بموافقة الشبان والأغنياء والمترفين
وصادفت من قلوبهم هوى
وناصرها الحكام والملوك حتى انغمست الدولة الفارسية في الفوضى الخلقية وطغيان الشهوات.
قال الإمام الطبري:
افترص السفلة ذلك واغتنموا مزدك وأصحابه وشايعوهم،
فابتلي الناس بهم وقوي أمرهم حتى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على منزله ونسائه وأمواله
لا يستطيع الامتناع منهم وحملوا على تزيين ذلك وتوعدوه بخلعه،
فلم يلبثوا إلا قليلاً حتى صاروا لا يعرف الرجل ولده ولا المولود أباه،
ولا يملك الرجل شيئا مما يتسع به. اهـ تاريخ الطبري ص 88.
المراجع :
-الزندقة - ماني والمانوية. تأليف جيووايد نغرين، ترجمة وزيادة ملاحق: د. سهيل زكار. دار التكوين، دمشق.
- الملل والنحل للشهرستاني – 1/294
وللموضوع لقآء آخر آن شآء آلله تعآلى
يتپع آن شآء آلله تعآلى پآلحرگة آلچديدة
13- الكونفوشيوسية (دين اهل الصين)
فآنتظرونآ آن شآء آلله تعآلى
| |
|
zico2020 المدير العام
عدد الرسائل : 8788 العمر : 61 1 : www.elgemal.com نقاط : 15644 تاريخ التسجيل : 18/10/2007
| موضوع: رد: ان الدين عند الله الاسلام ... ( 12 ) ... المانوية .. والمزدكية الأحد 30 يونيو - 22:18:38 | |
| شكرا أستاذ ناجى على هذا المجهود الرائع | |
|