الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الخلق و المرسلين
سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم و بعد:
أخى و حبيبى فى الله
هل وقفت لحظة مع نفسك و تساءلت :
ماذا أعددت للقاء الله؟
كم مضى من عمرك ؟
كيف قضيت هذا العمر؟
هل حاسبت نفسك يوما ما؟
هل أنت مستعد للموت ؟
الموت يأتى فجأة
و لا تعلم نفس بأى أرض تموت
هل لديك نية صالحة لإصلاح ما بقى من العمر؟
أخى قف و اشترى الآخرة الباقية و لا تنسى
نصيبك من الدنيا الفانية
أخى
تذكر ما أنت قادم عليه
مضى ما مضى من العمر
كسبت ما كسبت و خسرت ما خسرت و اعلم أن هناك كتاب لا
يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها فماذا أعددت؟
يقول الله عز و جل مخاطبا عباده المؤمنين فقال :
(( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا
نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ
فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ))
و أخيرا قال الفضيل بن عياض رحمه الله لرجل:
كم أتى عليك؟ قال ستون سنة
قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك؟
يوشك أن تبلغ فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون
فقال الفضيل: من علم أنه لله عبد وإنه إليه راجع
فليعلم أنه موقوف وإنه مسؤول فليعد للمسألة جواباً
فقال له الرجل: فما الحيلة؟
قال: يسيرة قال: وماهي؟
قال تحسن فيما بقي فيغفر لك ما مضى
فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي "
و صلى الله على المبعوث رحمة للعالمين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين