ناجي احمد محمد السيد عطيه نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 6618 العمر : 73 الموقع : القاهره - شبرا - كوبري عبود - ارض ايوب نقاط : 10324 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: زينة الحياة الدنيا .......( الرزق المادى )فى الاسلام .... ( 2 ) الثلاثاء 16 أكتوبر - 21:44:39 | |
|
الاخوة الاعزاء :
اعود الى حضراتكم مرة اخرى
عقب فراق والدتى بمصيبة الموت
رحمها الله ..... واسكنها فسيح جناته
والان ....
مع الجزء الثانى من الموضوع :
وجوب المحافظة على المال وعدم تضييعه
وجوب عدم تبذير المال أيها الإخوة الكرام،
بما أن المال نعمة، وخير
وكلها تعاريف القرآن،
و بما أن المال نعمة وخير
وقوام حياة الناس
فينبغي أن نحفظه،
وأن نحافظ عليه
كي نلبي به حاجاتنا الأساسية،
وألا نضيعه،
و آية الدين هي أطول آية في القرآن الكريم
تؤكد ضرورة حفظ المال ورعايته،
وعدم تضييعه من خلال كتابة الدين،
والاستشهاد بالشهود،
و أخذ الرهان،
و قد نهى الإسلام
عن إضاعة المال الذي استخلف الله العباد فيه،
فعن الْمُغِيرَة قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
(( إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا:
قِيلَ وَقَالَ،
وَإِضَاعَةَ الْمَالِ،
وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ))
[ مسلم]
و من جهة أخرى
وصف الله الذين يبذرون أموالهم
وصفهم بأنهم إخوان الشياطين:
يقول سبحانه وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً *
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾
صدق الله العظيم
[ سورة الإسراء]
الشيطان كفور،
و المبذر أخ للشيطان،
إذاً هو كفور،
كفور بهذه النعمة
التي يمكن أن يرقى بها في الجنة إلى أعلى عليين:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ ﴾
صدق الله العظيم
[ سورة القصص: 77] أما الذي ينفق ماله في المباحات
فهذا لم يوصف بأنه مبذر،
بل وصف بأنه مسرف:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
صدق الله العظيم
[ سورة الأعراف: 31]
وقال سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ
وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً محسورا ﴾
صدق الله العظيم
[ سورة الإسراء: 29]
ملوماً : إن لم تنفق
محسوراً :إن أنفقت مالك كله
أيها الإخوة الكرام،
ثلاث منجيات،
و ثلاث مهلكات،
فأما المنجيات:
فتقوى الله في السر و العلانية،
و قول الحق في الرضا و السخط،
و القصد في الغنى و الفقر،
القصد أي أن تنفق المال باعتدال بين الإسراف و التقتير،
بين البذخ و الحرص على هذا المال،
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً﴾
صدق الله العظيم
{ الفرقان }
لذلك و القصد في الغنى و الفقر،
و أما المهلكات
فهوى متبع،
و شح مطاع،
و إعجاب المرء بنفسه،
و هو أشدهن،
وجوب طلب المال الحلال
وتحري مواضعه وعدم سؤال الناس فيه
لأن الصلاة فرض،
و الصيام فرض،
و العمرة واجب،
و الحج فرض،
و أداء الزكاة فرض،
و هذه الفروض تحتاج إلى أن تكون قد أكلت فشبعت،
و شربت فارتويت،
وسكنت في مأوى،
فما لا يؤدى الفرض إلا به فهو فرض،
و ما لا يؤدى الواجب إلا به فهو واجب،
وما لا تؤدى السنة إلا به فهو سنة،
لذلك في حديث آخر
يقول عليه الصلاة و السلام:
(( طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ))
[ الجامع الصغير عن ابن مسعود]
لأن منهج الله أن تتزوج،
وأن تنجب،
وأن تنفق على زوجتك،
وهذا يحتاج إلى مال،
لذلك:
(( طلب الحلال واجب على كل مسلم ))
[ الجامع الصغير عن أنس]
(( طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ))
[ الجامع الصغير عن ابن مسعود]
الأنبياء قدوة،
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ
إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ
وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾
[ سورة الفرقان: 20]
هم بشر مفتقرون في وجودهم إلى أكل الطعام:
و مفتقرون إلى ثمن الطعام بالعمل،
بالمشي في الأسواق،
إذا كانت هذه صفات الأنبياء و المرسلين
فالمؤمنون من باب أولى،
و لولا أن الأنبياء بشر
تجري عليهم كل خصائص البشر
لما كانوا سادة البشر،
هم قدوة للبشر،
فعَنِ الْمِقْدَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ
وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ))
[ البخاري، ابن ماجه، أحمد ]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ،
فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ ؟
فَقَالَ: نَعَمْ،
كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ ))
[ البخاري]
أن يكون لك عمل تكسب منه رزقك
هذا وسام شرف لك،
لذلك أيها الإخوة الكرام،
تروي السنة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَسْأَلُهُ فَقَالَ:
(( أَمَا فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ ؟
قَالَ: بَلَى،
حِلْسٌ ـ أي بساط ـ نَلْبَسُ بَعْضَهُ،
وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ،
وَقَعْبٌ نَشْرَبُ فِيهِ مِنْ الْمَاءِ
ـ فقط بساط و إناء ـ
فقَالَ: ائْتِنِي بِهِمَا،
قَالَ: فَأَتَاهُ بِهِمَا،
فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ،
وَقَالَ: مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ ؟
قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ،
قَالَ: مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
ـ المزايدة مشروعة، والمناقصة مشروعة ـ
قَالَ رَجُلٌ:
أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ،
فَأَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ،
وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ،
وَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيَّ،
وَقَالَ: اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ،
وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا ـ أي فأساً ـ فَأْتِنِي بِهِ،
فَأَتَاهُ بِهِ
فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودًا بِيَدِهِ،
ثُمَّ قَالَ لَهُ:
اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ، وَبِعْ،
وَلَا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا،
فَذَهَبَ الرَّجُلُ يَحْتَطِبُ، وَيَبِيعُ،
فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ،
فَاشْتَرَى بِبَعْضِهَا ثَوْبًا،
وَبِبَعْضِهَا طَعَامًا،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةُ
نُكْتَةً فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ:
لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ،
أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ،
أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ ))
[ أبو داود، ابن ماجه ]
أيها الإخوة الكرام،
نستفيد من هذه القصة
أن النبي صلى الله عليه وسلم
بدل أن يعطي هذا السائل
أهّله تأهيلاً نفسياً،
حيث أمره أن يزود أهله بالطعام
كي يفرغ من التفكير في شأنهم لبعض الوقت،
و لينقطع للعمل،
و أهّل أهله مادياً بالطعام كي يفرغوا من القلق و الهم،
ثم دفعه إلى أن يكسب رزقه بيده،
و قال:
(( خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ ))
[ البخاري عن الزبير بن العوام ]
تحريم أكل أموال الناس بالباطل
بكل الطرق والأساليب
أيها الإخوة الكرام،
وفى المقابل
قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾
صدق الله العظيم
[ سورة البقرة: 188]
أموالكم،
بربكم لو أن في ثوب المرء جيبين،
فأخذ ألف ليرة من جيب
ووضعهم في جيب آخر
ماذا فعل ؟
لكن بلاغة هذه الآية
أنها وصفت مال أخيك بأنه مالك من زاوية واحدة،
من زاوية وجوب الحرص عليه و كأنه مالك،
فلأن تمتنع عن أكله حراماً من باب أولى.
أيها الإخوة الكرام،
لذلك يقول عليه الصلاة و السلام:
(( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ
دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ))
[ مسلم، الترمذي، أبو داود، ابن ماجه عن أبي هريرة ]
ويقول سبحانه وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ
وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ
لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
[ سورة البقرة: 188]
وورد فى الاثر:
(( ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام ))
والى لقاء اخر ان شاء الله تعالى
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
.
| |
|