اجمل ما قد تراه اعينكم(صدقونى)

خالتي زهرة
جلستٌ فوق سطح منزلنا الواهن أبكي حالي وتبكيني دموعي اثرعقاب أمي الشديد لي بعد أن قمتُ بتحطيم زجاج منزل جارتنا خالتي زهرة , رحت ألعن كرتي الشراب متسائلا يا ترى كنت أستحق كل هذا العقاب من أمي رغم أنني أقسمت لها أنني لم أقصد. وهل نزل هذا العقاب منها خوفا من لوم خالتي زهرة؟
* لا خالتي زهرة بتحبني وانا كمان بحبها
ربما جاء حجم العقاب خوفاً من ذلك الضجيج الذي سمعته منذ ساعة من حسين الِعكر زوج خالتي زهرة ... ولكن أمي لا تهابه رغم وجهه العبس وخشونة تعامله مع الجميع, والدليل جواب أمي الصارم عليه
* شوف تمنه كام واناهدفعهولك علي الجزمة ومتفتحشي بوقك
يا ترى تملك أمي حقا ثمن هذا الزجاج الذي كسرته أنا وكرتي الحمقاء ؟
تبسمتُ ساخرا من دموعي عندما جاءني الجواب وهل تملك أمك أصلاً حذاء يستحق أن تقذف النقود تحته أوفوقه !؟
تجهمت ابتسامتي الساخرة وزاد أنينها عندما تذكرت رد الـ عِكرعلي أمي
* تمن... تمن إيه يا أم تمن .. هو انتم لاقين تاكلوا
يا لقبحك يا رجل ..

* صدق والله اللي سماك عـِكر
آه لو اعرف هذ االسادات الذي يصرف لنا معاشنا لذهبت له وطلبت منه أن يزيد معاشه الشهري للأرامل جميعاً.
ولكن أليس هذا السادات هو نفسه ذلك السادات الذي سمعت معلمتي في أول يوم لي بالمدرسة منذ شهر تذكر اسمه وتعقبه بدعوة رحمه الله إذا فقد مات هذا السادات فمن إذا المسئول عن هذا المعاش الآن ....؟؟ وكيف يرحل إنسان ويظل معاشه قائم على حاله لا يزيد فنهنأ ولا ينقطع فنموت ؟؟

* يا ترى اللي قاعد مكان السادات بيصرف لمراته معاش قد ايه ؟
طبعا مش بيصرف لان مراته مش أرمله ... طب بيصرف منين وبيصرف كام ؟؟
أكيد بيشتغل زي عمي حمزةالفران
صحيح ده بيقولوا عمي حمزة معتشي قادر على شغل الفرن وقعد علي باب الجامع يشحت
كم هو قاتل هذا الشعور بالعجز ..لا مجال للقاء من رحل ولاسبيل للقاء من شغل محل السادات ولن يفيدني أن أصبح مثل عم حمزة الفران ما أن يتقدم العمر بي ألجأ للشحاذه إذا فالحل هو أن أسافر إلي تلك البلدة التي سافر إليها هذا الـ العِكر تلك المدعوة بالعراق ثم أعود بأموال تخرس الـ عكر فلا يستطيع معايرتنا بضيق حالنا كما سأعود أيضا بإمرأه حسناء كـ زهرة
ولكنهم يقولون أن أمريكا حولت العراق إلي شعلة نيران ولولا ذلك لما عاد الــ عِكرمن هناك
* مِنك لله يا أمر ريكا .. كان الشارع حلو منغير الـ عِكر ,,

ولكن ألا يجدر بي أن اشكر أمريكا لأن الـعِكرعاد من هناك ومعه تلك الجميلة العفيفة الطيبة زهرة العراقية
هل هذه الامريكا لا تستطع التفريق بين من يستحق الموت ومن يستحق أن يأتي ليزين الدور والشوارع ؟ ربما كانت هذه الامريكا هي وحدها من يستحق الموت وأنا لا أدري
* الله يلعن أمريكا .. كده أنا هسافر فين لما اكبر !! ؟
لمَ من الأساس حولتها أمريكا إلى شعلة نيران ؟هل قذفت تلك العراق كرتها الشراب في زجاج أمريكا فحطمته ؟ربما ....
ثم أين كان رجال العراق ليردوا أمريكا عنأبوابها كما فعلت أمي ؟

* والله أمي دي بميت راجل
هنا عادت دموعي لسابق عهدها تشكو أمي وتعاتبها رغم وحدتي وأعواد القش الحزينة
* بزمتك انا استاهل منك كده .. اعمل إيه يعني بحب العب الكورة .. يارب اموت عشان أريحك وارتاح
لم تجد دموعي لأمي مبررا في عقابها لي فبدا لي انه عقاب لمجرد العقاب . وراح التساؤل يعيد نفسه في ثوب جديد لماذا تحولت أمي هكذا بعد وفاة أبي ؟
لقد صارت عصاها قاسية ولا تفارق يديها , يشتد عقابها لي ولإخوتي لأتفه الأسباب , ولم يقدم لي جوابها المبرر الكافي لهذا التحول

* مش عايزة حد يضحك عليكم ويقول معرفتشيتربيهم
هنا صمت حديثي مع نفسي فقد كان هناك من يتسلل من سطح منزل الـعِكر المجاور لسطح منزلنا ولكنه يعلوه بقليل , جاءت الخطوات صوبي وصوت الأنين يصحبها , لم يكن الليل قد كسا السماء بعباءته كاملة ً فعرفت القادم عن بعد إنها خالتي زهرة ..
كانت تمضي بالخطوات إلي حيث اجلس في مخبأي وكأنها عهدت المكوث هنا كما أفعل أنا مع كل عقاب , وما أن أقتربت فرأت رأسي توقف صوت أنينها وتوجست خيفة ولكنني حدثتها
* دا أنا يا خالتي زهرة ..أنا محمود
كانت تعرف سبب وجودي هنا فلم تسألني لمَ أنا هنا ؟ ورغم استنتاجي سبب بكاءها رحت أسألها عن سبب تلك الدموع ولكنها أيضا لم تجيب , ربما لأنها قرأت في عيني معرفتي بالسبب
لابد وانه ذلك الـعِكر أعاد ضربها.. فكم سمعت صوت استغاثتها وصوت أهانته لها كلما جن الليل ومخدعي وسط أمي وأخوتي.. وكم دعوت أمي لنصرة خالتي زهرة ولكن لم يتغير جواب أمي مطلقاً
* خلينا فحالنا
اقتربت مني زهرة لتشاركني مخبأي حيث حفرة وسط القش في ركن سطح منزلنا ثم راحت تضمني باكية لا تنطق بكلمه واحدة , لم اعرف سر نظرتها إلى السماء حينها , لا أنكر أنني كنت سعيد بهذه الضمه , فقط تمنيت لو جاءت بلا دموع .. ولكن ربما هكذا تكون الضمه أكثر حناناً فما أجمل النساء عندما تزين عيونهن الدموع في الضمه غيرمرتديه رداء القسوة الذي اعتدته في عيون أمي مؤخرا ,
دفء جميل تسرب لي من ضمتها ولكن مع ذلك الدفء تسربت لي أيضا رعشة جسدها تلك التي جاءت تستنجد بي وبأعواد القش فشعرت وكأن أعواد القش فزعت لرعشتها مثلي فرأيت الأعواد تلتف حولي وحولها كالجنود.
ورأيتني عندها رغم هواني وقلة حيلتي صرت ذلك الفارس الملثم - الذي حكت لي جدتي حكايته - وقد جئت فوق حصاني الأبيض احمل في يدي سيفي ومن ورائي ألاف من الجنود هم تلك الأعواد وها نحن في طريقنا للقضاء علي الـعِكر ورد حق زهرة كملكة فوق مملكتها الضائعة والقضاءأيضا على عصا أمي القاسي .
انظر اسفله

انا بحبك قوي يا خالتي زهرة
قولتها فأحمر وجهي خجلاً ولكنني كررتها لأعيدها أكثر وضوحا على مسامعها وقد صرت عندها كعاشق ينطق أولى كلمات الحب في محبوبته غير مباليا بقصورالـ عِكر وحراسه
ردت هي على كلماتي ببسمة حنون وضمه أخرى رقيقة وقد هدأت رعشة جسدها وبدأت تحدثني وتشكو لي وكأنها الطفلة وكأنني حقا فارسها الملثم , راحت تنفي عن نفسها صفة البغاء الذي وصمها بها هذا الـعكر القبيح فلو كانت لما استطاع أن يتهمها بها فعندها ستستطيع أن تأتي له بالمولود الذي ينشده
* وانتي مش بتجيبيلوا عيل ليه

تبسمت لتخبرني ودمعها من أين للأرض بالنبت إذا لم تـٌحرث جيدا , من أين لها بالزرع إذا لم يـٌروى عطشها ؟
كيف توصم الأرض بالبغاء وقد جُبلت علي العفاف ؟, رضيت بعطشي وما رضي الزارع قلة نبتي .. هل هذا بعدل؟
* انا مش فاهم حاجة يا خالتي زهرة
أجابتني بمثل البسمة الحزينة التي قدمتها لي سابقاً ووعدتني أنني عندما أكبر سأفهم كل شيء وحَولت الحديث صوب أمي وكم هي تحبني وما قسوتها - التي اشكوها - إلا دليل حبها لي وكم أنني في نعمة لا افقه حجمها إذ أن لي من الأهل والوطن ما يضمني حتى وإن جاءت منه القسوة أحيانا.
هنا توقفت زهرةعن الحديث فقد كانت أمي قادمة تعلن عن قدومها في عتمة الليل بندائها على..

* محمود .. واد يا محود انت فين يا والااا .. قلقتني عليك يابن الايه.. انت ما أكلتش حاجة منالعصر
خبأت رأسي في صدر زهرة حتى كدت اشعر أنني سأختفي فيها ,استحلفها ألا تتكلم فطمأنتني أنها لن تتحدث شريطة ألا اخبر عن حوارها معي لأمي .. فوعدتها بذلك
توقفت امي تقلب بعينيها المكان ولكنها لم تصدم بنا فدعاني وجها لمطالعته فنظرت من ركن السطح الذي نختبئ فيه فوجدت القمر يكشفها لي بينما جدار منزل الــ عِكر يخبئنا أنا وزهرة في ظلامه داخل حفرة القش وإذا بصوت آذان العشاء يملأ السماء
· الله أكبر الله أكبر

ومع الآذان عادت عيون خالتي زهرة وطريقها نحو السماء ففهمت انه دعاء صامت يرجو الله الخلاص في حين عجز الفارس الملثم عن خلاصها وعجزت جنود القش عن رد مملكتها .فحولت عيني ثانية إلي أمي فإذا بيد أمي تمتد إلي غطاء رأسها فتنزله عن شعرها علي مهل لتتركه فوق كتفها ثم تتوجه إلي السماء برجاء معلن لتأتي حروفها جلية رغم أنها قد اكتست بثوب الدموع واختلطت بصوت الآذان
* يارب احفظه وسلمه .. أنت عارف مليش في الدنيا غيره.. هو العود الأخضر اللي نفسي يشتد وانسند عليه فيوم من الايام .. يارب قدرني اعدي بيهم لبر الأمان ومتشمتشي فيا وفيهم حد .. يارب مين ارحم منك بعبيدك داحنا غلابة .. استرني واسترهم يارب .. ضاقت بينا ابواب الدنيا ..وسع باب رحمتك علينا ووسع قلوب العيال لطاعتي دنا بحبهم قد عنيا بالذات الوادمحمود.
واد يا محمود ... انت فين يا واجع قلبي ... اخوكي جه يا بت
هنا تمنيت أن القي بنفسي تحت أقدام أمي وابكي لها كي تسامحني وأعلنها مليء الكون احبك يا احن أم في الدنيا رغم قسوةعصاكِ ... احبك ولن أكررها لن اكسر زجاج احد بل لن العب الكرة ثانية ً... ولكنني تجمدت ودقات قلبي المرتجفة
نظرت داخلي فإذا برجفة الخوف من امي رجفة حب لها وإذا بدمعة الشكوى منها دمعة شكوى عليها ولها وطلب للمغفرة والصفح منها.

عادت أمي أدراجها فشعرت بحنين كي اتبعها والقي بجسدي بين ذراعيها, تناسيت ضمه زهرة وتناسيت محنتها. وتناسيت قبلهما قسوة عصا أمي تذكرت فقط أنني أحب أمي أكثر من أي وقت مضى وأنني جائع جدا
نظرتُ لزهرة ففهمت ما بخاطري دون أن أتحدث إليها فأشارت لي
اذهب لها لن يحبك أحد مثلها ولن تجد الراحة إلا في أحضانها أما أنا فسابقي وهذا السطح فليس لي حضن مثل حضن أمك وليس لي دارا مثل دارك رغم أنني لم أرتكب جرم مثل جرمك فلم أكن لأكسر زجاج أحد
فضحكت خجلا ثم ودعتها واندفعت وقبل أن يطويني جدار المنزل نزولاً نظرت لزهرة فلم أرها ولكنني شعرت بخطوات عينيها قد عادت وطريق السماء فنظرتُ إلى الأسفل حيث درج السلم الخشبي فإذا بعصا أمي ملقاة بعيداً أمام باب المنزل يكشفها نور القمرفأسرعت النزول وكلي شوق لامي والطعام.

***********

اتمنى قراءه جميله ممتعه مضحكه محزنه

الولد المصرى ( اجمل ما قد تراه اعينكم)

القصة رائعة ولاكن ما المقصود بعنوان القصة

amr كتب:: القصة رائعة ولاكن ما المقصود بعنوان القصة

البوليس السياسى مستنى غلطه
الولد المصرى(وجـــــــــــ القمرـــــــــــــــه)

» اجمل فتاة
» اجمل قصه حب فى التاريخ !!
» صوره طبيعيه لسيد الخلق سيدنا محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم كأنك تراه
» اجمل قصص العشق
» اجمل بنت قطريه